عقوبة العنف المدرسي
يتعرض مرتكب العنف المدرسي الحاصل بين تلميذ علي تلميذ أو بين أستاذ علي تلميذ أو العكس. لعقوبات إدارية دون اللإخلال بالمتابعات القضائية وفق قانون العقوبات.
تنص المادة 21 من القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم 08-04 . { يمنع العقاب البدني وكل أشكال العنف المعنوي والإساءة في المؤسسات المدرسية.
يتعرض المخالفون لأحكام هذه المادة لعقوبات إدارية دون الإخلال بالمتابعات القضائية }.
المادة 29 من قرار وزارة التربية رقم 65 { للتلاميذ الحق في حسن الاستقبال وعدم التعرض إلى أي نوع من التمييز والحماية. من كل لفظ أو تصرف، مبين واحترام كرامتهم وخصوصياتهم كأطفال }.
و المادة 30 من قرار وزارة التربية رقم 65 { يستوجب احترام التلاميذ، حمايتهم من التعرض لأي عنف جسدي ولفظي ومعنوي }.
عقوبة العنف المدرسي في قانون العقوبات الجزائري :
ضرب التلاميذ من الناحية القانونية يعتبر اعتداء على قاصر خاصة إذا كان التلميذ المعتدى عليه لم يبلغ 16 سنة من العمر.
المشرع الجزائري اعتبر الضرب و الجرح إذا تعلق الأمر بصفة المجني عليه . كونه أقل من 16 سنة (تلميذ في التعليم المتوسط مثلا) . جريمة أو جنحة حسب الحالات ، كما ورد في المادة 269 من قانون العقوبات الجزائري.
فحسب ما ينتج عن عملية الاعتداء بالضرب والجرح من :
مرض ، عدم القدرة على الحركة ، عجز كلي عن العمل لأكثر من 15 يوما، وجود سبق الإصرار و ترصد.
فقد أو بتر أحد الأعضاء ، الحرمان من استعماله .
فقد البصر ، فقد إبصار إحدى العينين ، أو أية عاهة مستديمة أخرى، ينتج عن ذلك وفاة بدون قصد إحداثها أو بالقصد. أو تكون من قبل أحد الأصوليين الشرعيين. أو أي شخص آخر سلطة على الطفل أو يتولى رعايته تكون العقوبة جناية أو جنحة كما يلي :
1- إذا لم ينتج عن الضرب و الجرح عجز كلي لمدة تفوق 15 يوم :
إذ تعتبر مخالفة من حيث المبدأ وفق المادة 442 فقرة 1 و عقوبتها . الحبس من 10 أيام إلى شهرين و غرامة من 100 إلى 1000 د.ج أو إحدى هاتين العقوبتين.
لكن إذا تعلق الأمر بقاصر لا يتجاوز 16 سنة وفق المادة 269 فتشدد العقوبة . من سنة إلى 5 سنوات و الغرامة من 500 إلى 5000 د.ج.
2-أيضا إذا نتج عن الضرب و الجرح مرض أو عجز كلي لمدة تفوق 15 يوما :
فهي جنحة من حيث المبدأ وفق المادة 264 فقرة 1 و عقوبتها الحبس. من شهرين إلى خمس سنوات و غرامة من 500 إلى 10000 د.ج.
تعتبر جنحة مشددة إذا تعلق الأمر بقاصر (الضحية) لم يتجاوز 16 سنة وفق المادة 270 فقرة 1. و عقوبتها الحبس من 3 إلى 10 سنوات و غرامة من 500 إلى 6000 د.ج .
تكون جناية إذا كان الضحية قاصر أقل من 16 سنة و الجاني احد الأصول أو ممن له. سلطة عليها أو يتولون رعايتها وفق المادة 272 فقرة 2 و عقوبتها السجن من 05 إلى 10 سنوات .
3- إذا نتج عن الضرب و الجرح عاهة مستديمة :
من حيث المبدأ هي جناية وفق المادة 264 فقرة 3 و عقوبتها السجن من 5 إلى 10 سنوات. و هي جناية مشددة إذا تعلق الأمر بقاصر (الضحية) لم يتجاوز 16 سنة وفق المادة 271 فقرة 1 و عقوبتها السجن من 10 إلى 20 سنة .
أما إذا كان الضحية قاصر لم يتجاوز 16 سنة و الجاني من الأصول أو ممن لهم سلطة على الضحية. أو يتولى رعايتها. وفقا للمادة 272 فقرة 3 و عقوبتها السجن المؤبد.
4-كذلك إذا نتج عن الضرب و الجروح وفاة دون قصد إحداثها :
من حيث المبدأ هي جناية وفق المادة 264 فقرة 4 و عقوبتها السجن من 10 إلى 20 سنة و تعتبر. جناية مشددة إذا كانت الضحية قاصر لم يتجاوز 16 سنة مع ظرف الاعتياد وفق المادة 271 فقرة 3 و عقوبتها السجن المؤبد.
فحين إذا كانت الضحية قاصرا لم يتجاوز 16 سنة و الجاني من الأصول أو ممن لهم سلطة عليها. أو يتولى رعايتها وفق المادة 272 فقرة 4 و عقوبتها الإعدام.
مشروع قانون جديد للحد من ظاهرة العنف المدرسي :
للحد من ظاهرة الاعتداء على السلك التربوي، اقترح نواب من المجلس الشعبي الوطني . مشروع قانون يجرّم الاعتداء على هذه الفئة داخل الحرم المدرسي وخارجه للحد من ظاهرة العنف المدرسي التي أخذت أبعادًا خطيرة خلال السنوات الأخيرة.
يتضمن مشروع القانون المقترح من طرف نواب المجلس الشعبي الوطني عقوبة بالسجن النافذ. لمدة سنة واحدة وغرامة تتراوح قيمتها ما بين 5 آلاف دينار و 50 ألف دينار في حق من يقتحم مؤسّسة تربوية من دون وجه حق.
كذلك يقترح مشروع القانون عقوبة بالسجن النافذ لمدة ثلاث سنوات وغرامة مالية تصل إلى. 500 مائة ألف دينار، لكل شخص يقوم بتهديد أو إهانة أو شتم أو قذف أو الاعتداء على أستاذ أو مدير مؤسسة تربوية، أو موظف في القطاع أثناء تأدية مهامه داخل الحرم المدرسي.
حيث يتضمن مشروع القانون أيضًا عقوبات صارمة ضد كل من يستغل وسائل التواصل الاجتماعي. للتشهير بعمال القطاع أو تهديدهم، ويعاقب هؤلاء بالسجن مدة ثلاث سنوات وغرامة مالية تتراوح بين 300 ألف دينار و500 ألف دينار جزائري.
ملاحضة حول العنف المدرسي :
إن العنف المدرسي له آثار سلبية وخطيرة على حياة التلميذ وعلى البيئة المدرسية وحتى الأسرة، هذا العنف. الذي تزامن مع المراحل التعليمية خاصة المرحلة الثانوية، والمتزامنة مع مرحلة المراهقة والتي يحاول فيها التلميذ إثبات وجوده بالقوة.
إن العنف المدرسي الذي يسلكه التلميذ سببه نقص الحب والحنان من طرف الوالدين الإحباط واستخدام أسلوب العقاب ضد التلميذ، وكذا التنشئة الاجتماعية الخاطئة، بالإضافة إلى عدم الإهتمام بالتلميذ داخل الفصل الدراسي من طرف المعلم من الناحية النفسية.
كما يأخذ العنف عدة أشكال وأنواع كالعنف اللفضي والبدني من خلال عنف ضد التلميذ وضد الأستاذ وضد الذات. وقد يصل إلى تخريب وتكسير ممتلكات المؤسسة، وفي المجال الإرشاد النفسي فقد فسرت عدة نظريات سلوك العنف من الناحية النفسية والبيولوجية والإنفعالية والإجتماعية.
إلا أن هناك عدة وسائل وطرق لمحاربة سلوك العنف المدرسي من خلال تقنيات وأساليب ارشادية يستخدمها المرشد النفسي. داخل المدرسة كالبرامج الإرشادية مثلا تكون بديلا فعالا عن عقوبة العنف المدرسي.
